أكد عدد من رواد الأعمال بأنهم يتوقون لمستقبل مشرق وباهر أمام الشركات العمانية الناشئة في سلطنة عمان، كما إنها ستنافس عالميا ما إن توفرت العوامل التي ستساعدها على النجاح كالحصول على التمويل الدعم المالي من صناديق الاستثمار، وتوقيع اتفاقيات وعقود عمل مع شركات المختلفة، والتسويق، واكتساب المواهب، واستخدام التقنية والتكنولوجيا.
وأكدوا بأن الشركات الناشئة تحتاج نهجًا استراتيجيًا ومثابرة واستعدادًا للتكيف مع الأسواق العالمية، ويمكن للشركات الناشئة في عمان الاستفادة من دعم الحكومة والقطاع الخاص والشركاء الدوليين لتوسيع فرصهم التجارية وتحقيق النجاح على نطاق عالمي، كما تحتاج الشركات الناشئة إلى حاضنات الأعمال لأنها تقدم بيئة استثمارية معرفية وثقافية للشركات، وتمكنها من خوض غمار الأعمال بكل ثقة.
التطوير والإبداع
في البداية تحدث محمد بن خلفان الساعدي أحد مؤسسي تطبيق "مزارعكم"، قائلا: المستقبل واعد بشكل عام أمام الشركات الناشئة، مع الأخذ بعين الاعتبار تجارب دول الجوار، وتمكين الشركات المحلية العمانية بالحصول على مشاريع استراتيجية لكي يضمن للشركات التقنية الاستمرار بالتطوير والإبداع.
مشيرا إلى عوامل نجاح الشركات الناشئة، أهمها فهم احتياج العميل، وتطويع التقنية لتطوير تجربة العملاء بشكل أفضل، والتوقيت المناسب لتطبيق المشروع والعمل عليه. وقال: أعتقد أن المشهد العماني بدأ يطور الشركات التقنية الناشئة، ويسعى لإيصالها للعالمية، ونتمنى زيادة تمكين أعداد الشركات التقنية.
وأكد أن حاضنات الأعمال تقدم بيئة استثمارية معرفية وثقافية للشركات، وتمكنها من خوض غمار الأعمال بكل ثقة، حيث إن ريادة الأعمال التقنية ذات مخاطر، ومن أجل تجنبها وضمان استمرارية العمل يوصي بأخذ الدعم الكافي.
وحول التطبيق، قال الساعدي: "مزارعكم" تطبيق إلكتروني يُعنى ببيع الخضار والفواكه الطازجة، ويتميز بتقديم التوعية لزواره، حيث يستطيع الزبون معرفة القيم الغذائية للمنتج وفوائده قبل شرائه، وسعى فريق المنصة إلى إضافة منتج جديد للزبائن يخدم مختلف الأسر، وهو صناديق الأسرة من الخضار والفواكه مخصصة للأسر حسب أعدادهم واستهلاكهم، كذلك نسعى لتقديم المنتجات بسعر تنافسي وعروض مستمرة، كما حرصنا على أن يكون التطبيق نافذة تسويقية محفزة للعمانيين العاملين في القطاع الزراعي وللأسر المنتجة لعرض منتجاتهم للبيع والتسويق لها عبر مختلف قنوات التسويق التابعة للتطبيق.
الدعم المالي
من جانبه قال زياد بن سالم الهنائي مؤسس الشركة الناشئة "مُحرِّك للتكنولوجيا" حول مستقبل الشركات الناشئة في سلطنة عمان، قائلا، أمامها مستقبل باهر وستنافس على مستوى إقليمي وعالمي، ومن عوامل نجاحها الحصول على الدعم المالي من صناديق الاستثمار، وتوقيع اتفاقيات وعقود عمل مع شركات كبرى أو شركات ناشئة أخرى، بالإضافة إلى اتساع دائرة المعارف التي يكونها رواد الأعمال مع المستثمرين.
مشيرا إلى أنه ليس من شروط نجاح الشركات الناشئة احتضانها في حاضنات أعمال، ولكن الحاضنات تسهل توصيل الفكر الإداري المتطلب لإنشاء شركة، وتزود الرواد بعلاقات جديدة، من الممكن أن تخلق إبداعات وأفكارا ريادية. مؤكدا حاجة الشركات الناشئة إلى الدعم الحكومي لإيصالها إلى العالمية.
وأشار الهنائي إلى أن شركة مُحرِّك للتكنولوجيا تقوم بإنشاء التطبيقات بتكنولوجيا الواقع المعزز، من خلالها يتم إنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد في الواقع الملموس، في مجالات مختلفة منها التعليم، والمتاحف، والمطاعم، والهندسة المعمارية.
نمو مسؤول
وتحدث المعتصم الخروصي اختصاصي تسويق في الشركة الناشئة "آي لاب مارين": أرى أن للشركات الناشئة مستقبلا باهرا في نمو اقتصاد الدول على الصعيد المحلي والعالمي، لأن الشركات الناشئة بطبيعة الحال تقوم على ما يسمى بالنمو المسؤول، كما أن لها دورا كبيرا في التأثير المجتمعي من خلال الحلقات والدورات التي تقيمها الشركات الناشئة باستهداف الشباب، كما أن لها دورا في التأثير البيئي من خلال إنتاج منتجات تقلل من استهلاك الطاقة والتغيير المناخي أو أجهزة تقلل من التلوث وتقلل من الانبعاثات المضرة.
وأكد أن العوامل المهمة لنجاح الشركات الناشئة هو تلبية احتياجات هذه الشركات للتعامل مع المشاكل التي من الممكن أن تواجههم، حيث تحتاج الشركات الناشئة للتسويق من أجل التوسع العالمي والنظر بخارج الصندوق، وكونها شركات ناشئة فبالتأكيد تحتاج إلى دعم حكومي للمشاركة في المؤتمرات والمعارض العالمية. وقال: احتياج الشركات الناشئة لحاضنات الأعمال يكمن في تبادل الخبرات وزيادة الوعي في مجال ريادة الأعمال والمشاركة في المؤتمرات المحلية والعالمية.
وأوضح الخروصي بأن شركة "آي لاب مارين" تعنى بتمكين التحول الرقمي في قطاعات الاقتصاد الأزرق، كالقطاع البيئي، والسمكي، واللوجستيات، وتتركز مهمة الشركة على جمع البيانات باستخدام أجهزة إنترنت الأشياء والروبوتات البحرية، ثم تحليلها باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتقدم الشركة عددا من الخدمات، كجمع البيانات البحرية باستخدام الغواصات الآلية، والتي تتفاوت بين تخطيط قاع البحر، والنمذجة ثلاثية الأبعاد للمنشآت البحرية، والتقييم البيئي لمنطقة معينة، كما تقوم بتوفير أجهزة استشعار عن بعد تعمل بتقنية إنترنت الأشياء لمراقبة الظواهر البيئية، بالإضافة إلى تقديم استشارات لتقييم وضع الشركات الراهن ودراسة فرص التحول الرقمي بها.
بيئة ملاءمة
وقال المهندس سعيد بن سليمان العزري أحد مؤسسي منصة "زاد عُمان": اتخذت حكومة سلطنة عُمان خطوات نحو خلق بيئة أكثر ملاءمة للشركات الناشئة لتزدهر، وفي هذا الصدد نفذت الحكومة مبادرات وبرامج مختلفة لتشجيع ريادة الأعمال والابتكار في السلطنة، وقد تضمنت هذه المبادرات فرصَ التمويل والإرشاد وفعاليات التواصل ومراكز الاحتضان، وغيرها من المبادرات التي تحفز على تنفيذ أفكار وطموحات الشباب في شتى المجالات، وكمثال على أحد المبادرات البارزة في السلطنة هو المركز الوطني للأعمال، الذي تم إنشاؤه في عام 2013، ويوفر خدمات حاضنات الأعمال والإرشاد وفرص التمويل للشركات الناشئة، وقد نجح المركز في رعاية العديد من الشركات الناشئة في مختلف الصناعات، مثل التكنولوجيا والسياحة والتعليم والخدمات المالية ومجالات الذكاء الاصطناعي، كما تعمل الحكومة على تعزيز روح المبادرة والابتكار من خلال مختلف الفعاليات والمسابقات والجوائز الموجهة للشركات الناشئة مثل جائزة ريادة الأعمال، وجوائز أخرى على مستويات مختلفة.
وأوضح أنه توجد عوامل يمكن أن تساعد الشركات الناشئة على تحقيق أهدافها، أهمها الوصول إلى التمويل، والإرشاد والتوجيه والتشبيك، واكتساب المواهب، والدعم التشريعي والتنظيمي، والبنية الأساسية للتكنولوجيا، حيث إنه من خلال التركيز على عوامل النجاح هذه، يمكن للشركات الناشئة في سلطنة عمان زيادة فرصها في النجاح وتحقيق أهدافها في السوق المحلي بوصفها نقطة انطلاق إلى العالمية.
وأكد العزري بأنه يمكن يمثل دخول الأسواق الدولية تحديًا كبيرًا لأي شركة ناشئة، بما في ذلك الشركات الموجودة في سلطنة عمان، ومع ذلك هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للشركات الناشئة في عمان استخدامها للتوسع عالميًا، منها تطوير حضور قوي على الإنترنت، وبناء الشراكات والتعاون، والبحث عن تمويل من مستثمرين دوليين، والاستفادة من قوة التجارة الإلكترونية، والمشاركة في المسابقات والمسرعات الدولية. وقال: بشكل عام، يتطلب دخول السوق الدولية نهجًا استراتيجيًا ومثابرة واستعدادًا للتكيف مع الأسواق والثقافات الجديدة، ويمكن للشركات الناشئة في عمان الاستفادة من دعم الحكومة والقطاع الخاص والشركاء الدوليين لتوسيع فرصهم التجارية وتحقيق النجاح على نطاق عالمي.
سرعة نمو الاقتصاد
من جانبه قال رياض بن عاشور كسكاس أحد مؤسسي العمانية الناشئة "الطائر الأخضر للأعمال": للشركات الناشئة مستقبل جيد من ناحية سوق العمل وسرعة نمو الاقتصاد العماني في الفترة الأخيرة، كذلك تنافس الشركات العالمية لإنشاء سوق لها في السلطنة الأمر الذي يساهم في رفع المستوى الاقتصادي والذي بدوره يعزز من نمو الشركات الناشئة.
مشيرا إلى أن من أهم العوامل الأساسية لنجاح الشركات الناشئة هي الفكرة سواء كانت تقدم منتجا أو خدمة، وقال: من وجهة نظري يجب الابتعاد كل البعد عن التقليد الأعمى إن صح التعبير، والتوجه إلى التقنيات الحديثة والأفكار المستحدثة، وإن كان لا بد من التقليد فيجب أن يكون له لمسته الخاصة، أما من جهة أخرى، الدعم المادي يكون عاملا أساسيا كذلك لنجاح الشركات، وأيضا أن يقوم صاحب المؤسسة بإنشاء نظام متكامل للشركة حتى يقوم برسم خطة واضحة لها أبعادها المستقبلية. وأكد بأن الدعم الحكومي يعد من أهم الخطوات التي تحتاجها الشركات الناشئة للوصول إلى العالمية، كذلك جودة المنتج أو الخدمة، والمشاركة قدر المستطاع في المعارض المحلية والعالمية.
وقال رياض بن عاشور: تعني شركة الطائر الأخضر للأعمال بأعمال الواقع الافتراضي وأعمال الطائرات بدون طيار والأعمال تحت البحار، وتقدم العديد من الخدمات، كخدمات الواقع الافتراضي، وخدمات التصميم ثلاثية الأبعاد، وخدمات التصوير الجوي، وخدمات المساح الطوبوغرافي الأرضي والجوي، وخدمات الفحص والمراقبة عن طريق الطائرات بدون طيار، وخدمات المسح ثلاثي الأبعاد عن طريق الطائرات بدون طيار.